تعد متلازمة القولون العصبي وسرطان القولون والمستقيم حالتين تؤثران على نفس الجزء من جسم الإنسان – الأمعاء الغليظة أو القولون على الرغم من موقعهما المشترك، فإن كلا المرضين مختلفان بشكل واضح، حيث يظهر كل منهما أعراضًا فريدة ويتطلب إجراءات تشخيصية محددة. تتعمق هذه المقالة في تعقيدات هاتين الحالتين الصحيتين، بهدف توفير دليل شامل لأعراضهما، والاختلافات الرئيسية بينهما، والإجراءات التي ينطوي عليها تشخيصهما.
القولون العصبي: نظرة عامة
متلازمة القولون العصبي (IBS) هي حالة مزمنة، غالبًا ما تؤثر على جودة الحياة، وتحدث بشكل أساسي في الأمعاء الغليظة. تتميز المتلازمة بنوبات متكررة من آلام البطن أو الانتفاخ، إلى جانب بعض التغيرات في عدد مرات التبرز أو قوام البراز. لا يزال السبب الدقيق للقولون العصبي غير معروف، وقد يكون تشخيصه صعبًا بسبب أعراضه المتداخلة مع اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى.
أعراض القولون العصبي
تختلف أعراض متلازمة القولون العصبي حسب الشخص، حيث يعاني البعض من أعراض خفيفة ويعاني البعض الآخر من عدم ارتياح شديد.
تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- ألم في البطن، وغالبًا ما تقل حدته بعد التبرز
- إمساك أو إسهال، مع التناوب أحيانًا بين الاثنين
- الانتفاخ والغازات الزائدة
- وجود مخاط في البراز
- الشعور المستمر بالرغبة في التبرز أو عدم اكتمال الإفراغ
غالبًا ما تكون هذه الأعراض مزمنة، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل وتتكرر على مدى ستة أشهر أو أكثر. من المهم أن تتذكر أنه على الرغم من أن هذه الأعراض يمكن أن تسبب إزعاجًا كبيرًا، إلا أن القولون العصبي لا يؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
سرطان القولون: نظرة عامة
على عكس القولون العصبي، فسرطان القولون والمستقيم هو مرض مهدد للحياة ويتميز بالنمو غير المنضبط للخلايا في القولون أو المستقيم. غالبًا ما يكون بدون أعراض في المراحل المبكرة، لكنه يميل إلى إظهار المزيد من الأعراض الملحوظة مع الوقت.
أعراض سرطان القولون
تتشابه أعراض سرطان القولون والمستقيم بشكل كبير مع أعراض القولون العصبي، مما يؤدي إلى احتمالية حدوث ارتباك وتشخيص خاطئ. على الرغم من ذلك، هناك بعض العلامات المميزة لسرطان القولون والمستقيم:
- ألم في البطن أو تقلصات مستمرة
- تغيرات في عادات التبرز، بما في ذلك الإمساك أو الإسهال، والتي تستمر لأكثر من بضعة أيام
- نزيف في المستقيم أو دم في البراز
- فقدان الوزن غير المبرر
- التعب والضعف المزمن
- تغيير مفاجئ في حجم أو شكل البراز، وغالبًا ما يصبح رفيعا كالقلم الرصاص
- شعور دائم بالحاجة إلى التبرز، حتى عندما تكون الأمعاء فارغة
تلك الأعراض، خاصة عندما تحدث في نفس الوقت، تتطلب عناية طبية فورية.
مقارنة بين القولون العصبي وسرطان القولون
على الرغم من أن القولون العصبي وسرطان القولون والمستقيم يؤثران على نفس الجزء من الجسم ويسببان أعراضًا متداخلة، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بين الاثنين.
فيما يلي جدول مقارنة يلخص الأعراض الشائعة والفريدة لكلتا الحالتين:
الأعراض | القولون العصبي | سرطان القولون |
تقلصات أو ألم في البطن | موجود | موجود |
إمساك | موجود | موجود |
إسهال | موجود | موجود |
انتفاخ أو غازات زائدة | موجود | موجود |
مخاط أبيض في البراز | موجود | |
دم في البراز | موجود | |
تعب | موجود | |
فقدان وزن غير مبررر | موجود | |
نزيف المستقيم | موجود |
تشخيص القولون العصبي
يدور تشخيص متلازمة القولون العصبي في المقام الأول حول مراجعة شاملة للتاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك أي عدوى بكتيرية أو فيروسية مؤخرا، والتوتر وضغوط الحياة، والنظام الغذائي، والأدوية المستخدمة. يؤخذ تاريخ العائلة أيضًا في الاعتبار، خصوصا أي حالات للداء البطني أو داء الأمعاء الالتهابي (IBD) أو سرطان القولون. يشكل الفحص البدني جزءًا لا يتجزأ من عملية التشخيص، للتحقق من وجود علامات مثل انتفاخ البطن أو الألم. قد يوصى بإجراء اختبارات إضافية مثل اختبارات الدم والبراز لاستبعاد بعض الحالات الأخرى.
عادة ما يتم تأكيد تشخيص متلازمة القولون العصبي إذا كان المريض يعاني من آلام في البطن مع اثنين أو أكثر من الأعراض التالية:
- وجود ألم مرتبط بالتبرز
- تغيرات في شكل أو قوام البراز
- تغيرات في وتيرة التبرز وعدد مراته
يجب أن تكون هذه الأعراض قد بدأت قبل ستة أشهر على الأقل ويجب أن تكون قد حدثت مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.
تشخيص سرطان القولون
مثل القولون العصبي، يبدأ تشخيص سرطان القولون والمستقيم بمراجعة شاملة للتاريخ الطبي الشخصي والعائلي للمريض. يتم تحديد عوامل الخطر مثل الأورام الحميدة في القولون والمستقيم وداء كرون وداء البوليبات العائلي والتاريخ العائلي لسرطان القولون والمستقيم ونمط الحياة غير الصحي. عادةً ما يتم إجراء الفحص البدني واختبارات الدم والبراز، تليها اختبارات إضافية مثل تنظير القولون والتصوير بالأشعة في حالة الاشتباه في الإصابة بالسرطان. تساعد هذه الاختبارات في الكشف عن السلائل السرطانية، وتأكيد وجود سرطان القولون والمستقيم، وتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
القولون العصبي وخطر الإصابة بالسرطان
على عكس المعتقد الشائع، فإن القولون العصبي لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. في الواقع، تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي ليسوا أكثر عرضة للإصابة بالسلائل السرطانية أو سرطان القولون والمستقيم بالمقارنة بمن لا يعانون من القولون العصبي. ومع ذلك، لا ينبغي أن يكون هذا سببًا لتجاهل أعراض القولون العصبي. يجب إبلاغ مقدم الرعاية الصحية على الفور بأي أعراض غير عادية أو جديدة مثل نزيف المستقيم أو فقدان الوزن غير المبرر.
ختامًا: متى تستشير الطبيب؟
في حين أن الشعور بعدم الارتياح في البطن بين حين وآخر أو التغيرات في عادات التبرز قد لا تتطلب زيارة الطبيب، لا ينبغي تجاهل الأعراض المستمرة أو المتفاقمة. يوصى بالحصول على رعاية طبية فورية إذا كنت تعاني من مجموعة من الأعراض المثيرة للقلق مثل ألم البطن المستمر أو نزيف المستقيم أو القيء أو فقدان الوزن أو الإسهال أثناء النوم أو فقر الدم بسبب نقص الحديد. على الرغم من أن القولون العصبي لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إلا أن الفحص الروتيني لسرطان القولون والمستقيم مثل تنظير القولون ضروري خاصة للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا أو أكثر، أو أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان القولون أو عوامل الخطر الأخرى. يمكن للاكتشاف المبكر أن يحسن بشكل كبير من فرص الشفاء من سرطان القولون والمستقيم.
في النهاية، يمكن أن يساعد الفهم الواضح لمرض القولون العصبي وسرطان القولون والمستقيم والاختلافات في أعراضهما وكيفية تشخيصهما في الكشف المبكر وعلاج هذه الحالات بشكل أفضل.
- سبازمو أمريز: علاج فعال لعسر الهضم والانتفاخ - 30 نوفمبر، 2024
- هل تقلل أدوية التخسيس من خطر الإصابة بالسرطان؟ - 26 نوفمبر، 2024
- الكولشيسين والنوبات القلبية: دراسة جديدة تثير تساؤلات - 13 نوفمبر، 2024