طب دايلي

مرض لايم

مقدمة

مرض لايم هو مرض معدٍ ينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغ القراد المصاب بالبكتيريا البوريلية. يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى ظهور أعراض مختلفة تتراوح بين البسيطة والحادة، وقد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي والأعصاب الطرفية والقلب.

أكثر علامات العدوى شيوعًا هي الطفح الجلدي الأحمر المتوسع، المعروف باسم الحمامي المهاجرة

 الطفح الجلدي عادة لا يسبب الحكة ولايكون مؤلمًا.

قد تشمل الأعراض المبكرة الأخرى الحمى والصداع والتعب. إذا لم يتم علاج المرض، فقد يؤدي إلى أعراض مثل فقدان القدرة على تحريك أحد جانبي الوجه أو كلاهما، وآلام المفاصل، والصداع الشديد وتصلب الرقبة أو خفقان القلب. بعد شهور من اللدغة، قد تحدث نوبات متكررة من تورم وألم المفاصل

 في هذه المقالة، سنتناول الأعراض والأسباب والتشخيص والعلاج والوقاية من مرض لايم بالتفصيل.

الأعراض

المرحلة الأولي

تصنف أعراض مرض لايم وفقًا لمرحلة المرض وانتشاره في جسم الإنسان. تتميز المرحلة الأولى بالأعراض التالية

ظهور طفح جلدي وتورم واحمرار الجلد في منطقة لدغة القراد المصابة بمرض لايم وهو ما يُعرف ب”طفح حمامي مهاجر”، وهو العلامة الأولية في 80% من الحالات

غالبًا ما يكون الطفح الجلدي بالقرب من طيات الجلد مثل الإبط أو الفخذ أو مؤخرة الركبة أو في شعر الأطفال أو آذانهم أو رقبتهم، ويظهر بعد أسبوع أو أسبوعين من اللدغة ويستمر بالتوسع:

– زيادة الحساسية للبرد وانخفاض درجة الحرارة.

– ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى).

– الإرهاق والصداع.

– آلام المفاصل والعضلات وتصلب الرقبة.

– تتشابه هذه الأعراض مع أعراض الزكام وغالبًا ما تختفي بدون علاج طبي خلال بضعة أسابيع.

المرحلة الثانية

أما أعراض المرحلة الثانية، فقد تظهر بعد 3-10 أسابيع من الإصابة الجرثومية وتشمل:

– خدران في الأطراف.

– ألم عصبي وفقدان القدرة على تحريك بعض العضلات.

– ضعف عام في أحد جانبي الوجه أو كليهما مما يؤدي إلى تغيير التعابير الإيحائية للشخص.

– القلق والتوتر المستمر.

خفقان وعدم انتظام ضربات القلب

الدوخة والإغماء

– ألم الصدر وضيق في التنفس.

المرحلة الثالثة

أما المرحلة الثالثة فتبدأ عادة بعد شهرين إلى 12 شهر من اللدغة، وتشمل الأعراض التالية:

– تورم المفاصل:

يحدث التهاب مفاصل لايم في ما يصل إلى 60٪ من الأشخاص الذين لم يتلقوا العلاج، عادة ما يصيب مفصل واحد أو عدة مفاصل، غالبًا الركبة أو الورك. يكون الالتهاب مصحوبا بتورم في المفصل، ولكن يكون الألم خفيفا أو معتدل. بدون علاج، عادة ما يختفي التورم والألم بمرور الوقت، لكنهما يعودان بشكل متكرر. قد تتشكل كيسات بيكر أيضا..

– ضعف وألم العضلات والشعور بالتعب.

– الشعور بالخدر والوخز خصوصا في الأطراف.

التهاب جلد الأطراف الضموري المزمن (خصوصا عند كبار السن في أوروبا)

– مشاكل في الجهاز العصبي المركزي تؤثر على الذاكرة والتفكير والشخصية (خصوصا في الولايات المتحدة)..

الأسباب

ينتقل مرض لايم إلى الإنسان عن طريق لدغة القراد المصاب بالبكتيريا البورلية. في أمريكا الشمالية، يحمل قراد الغزلان البكتيريا البورلية، بينما يحمل قراد بَزر الخروع البكتيريا في أوروبا. يتغذى القراد على دم العائل ويمكن أن ينقل البكتيريا إلى الإنسان. يزداد خطر الإصابة بالعدوى في المناطق المكسوة بالأشجار والشجيرات والأعشاب وفي فصول الربيع والصيف والخريف.

– تربية حيوانات أليفة في المنزل قد تحمل القراد على جسمها.

ينصح باستخدام الملابس الطويلة وفاتحة اللون للحماية من لدغات القراد وإزالتها بشكل صحيح وفي أقرب وقت ممكن (في خلال 24 ساعة) للحد من خطر الإصابة بمرض لايم.

التشخيص

هناك بعض التحاليل المخبرية التي تساعد في تشخيص مرض لايم وهي:

1. اختبار المقايسة الامتصاصيَّة المناعيَّة للإنزيم المرتبط

إذا كان الاختبار الأول سلبيًا، قد يعني ذلك أن الشخص ليس مصابا بداء لايم أو أن الجسم لم يصنع بعد عددا كافيا من الأجسام المضادة للبكتيريا (لم يمر أكثر من 30 يومًا بعد الإصابة). قد تكون هناك حاجة إلى تكرار الاختبار بعد بضعة أسابيع.

إذا كان الاختبار الأول إيجابيًا أو النتيجة غير مؤكدة، يلزم إجراء اختبار ثانٍ لتأكيد تشخيص مرض لايم.

في مرحلة مبكرة من الإصابة بالعدوى، عادةً ما يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بتشخيص مرض لايم بناءً على العلامات والأعراض السريرية دون إجراء أي اختبارات معملية.

يجب على الأشخاص الذين تعرضوا للعض من قبل القراد مراقبة موقع اللدغة عن كثب لمدة 30 يومًا على الأقل لمعرفة ما إذا كان هناك طفح جلدي أو مدى تطوره إذا كان موجودا، وأن يكونوا في حالة تأهب للأعراض الشبيهة بالأنفلونزا، لأن 20 إلى 30 بالمائة من مرضى داء لايم لا يتذكرون أبدًا وجود طفح جلدي.

هناك اختبار أخر يدعى اختبار اللطخة المناعية أو لطخة ويسترن، والذي غالبا ما يتم إجراؤه لتأكيد التشخيص إذا كان الاختبار الأول إيجابيا.

العلاج

المضادات الحيوية هي العلاج الأساسي لمرض لايم. يوصى بإعطاء الدوكسيسيكلين عن طريق الفم كخيار أول لمعظم الأشخاص المصابين بعدوى موضعية مبكرة، وذلك بسبب فعاليته ليس فقط ضد البكتيريا ولكن أيضًا ضد بعض الأمراض الأخرى التي يحملها القراد. يمنع استخدام الدوكسيسيكلين للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثماني سنوات والنساء الحوامل أو المرضعات؛ وهناك بدائل للدوكسيسيكلين وهي أموكسيسيلين، وأزيثروميسين. ينصح باستخدام أزيثروميسين فقط في حالة عدم تحمل المضادات الحيوية الأخرى.

إذا لم يكن من المعروف ما إذا كان الطفح الجلدي ناتجًا عن مرض لايم أو التهاب النسيج الخلوي، يوصي باستخدام سيفوروكسيم أو أموكسيسيلين/ حمض الكلافولانيك، لأن تلك الأدوية فعالة ضد كليهما. ويوصى باستخدام سيفترياكسون وريديا كخيار أول لمن يعانون من أمراض قلبية مصحوبة بأعراض أو التهاب مفاصل لايم أو أعراض عصبية مثل شلل الوجه أو اعتلال الجذور..

قد يُشفى شلل الوجه الناتج عن مرض لايم دون علاج؛ ولكن يوصى بالعلاج بالمضادات الحيوية لوقف مضاعفات المرض الأخرى. لا يُنصح باستخدام الكورتيكوستيرويدات مع شلل الوجه الناتج عن مرض لايم، ويوصى بالاستخدام المتكرر للدموع الاصطناعية أثناء الاستيقاظ، ولصق العين بشريط لاصق عند النوم.

يحتاج حوالي ثلث الأشخاص المصابين بالتهاب القلب الناتج عن مرض لايم إلى جهاز تنظيم ضربات القلب ، ويحتاج 21٪ من أولئك المرضى إلى دخول المستشفى..

على المصابين بالتهاب المفاصل الناتج عن مرض لايم الحد من مستوى نشاطهم البدني لتجنب إتلاف المفاصل المصابة، وفي حالة العرج يجب استخدام العكازات. يمكن علاج الألم المصاحب لمرض لايم بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

الوقاية

تشمل الوقاية من مرض لايم تجنب اللدغات من القراد المصاب وارتداء الملابس الطويلة مثل القمصان ذات الأكمام الطويلة واستخدام طارد الحشرات المحتوي على البيرمثرين ورشه على الملابس والأحذية.

 يجب تفحص الجسم بعد الخروج من الأماكن المعروفة بوجود القراد وإزالة القراد بعناية إذا تم العثور عليه. وفي حالة ظهور أعراض مشابهة لمرض لايم، يجب الاتصال بالطبيب على الفور للحصول على التشخيص والعلاج المناسب

تأكد من أن حيواناتك الأليفة التي تقضي وقتا خارج المنزل لا تحمل القراد على أجسامها واستحم يوميا.. بشكل عام، يجب الانتباه إلى أي علامة على الإصابة بمرض لايم والتي يمكن أن تظهر في أي وقت بعد اللدغة، والحصول على العلاج اللازم في أقرب وقت ممكن. وعلى الرغم من أن مرض لايم يمكن أن يسبب أعراض خطيرة، فإن التشخيص المبكر والعلاج الفعال يمكن أن يساعدان على الشفاء بشكل كامل

د/ محمد البلتاجي